الأربعون النووية

مجموعة من أصول الدين وجوامع الكلم من حديث سيد المرسلين ﷺ.

الأربعون النووية: منارة العلم وقواعد الإسلام

تعتبر “الأربعون في مباني الإسلام وقواعد الأحكام”، المعروفة بـ “الأربعون النووية”، من أشهر وأهم المؤلفات في الثقافة الإسلامية. هي ليست مجرد مجموعة من الأحاديث، بل هي خلاصة مركزة لأصول الدين وقواعده الكلية، اختارها بعناية فائقة الإمام يحيى بن شرف النووي -رحمه الله- لتكون نبراسًا للمسلم في فهم دينه وتطبيقه في حياته. لقد لاقت هذه المجموعة قبولًا واسعًا عبر العصور، فتنافس العلماء في شرحها، وحفظها الصغار والكبار، لأن كل حديث فيها يمثل أصلاً عظيمًا من أصول الشريعة.

الهدف من جمعها، كما ذكر الإمام النووي، هو تقديم أحاديث جامعة تكون مدار الإسلام عليها، إما في العقيدة، أو الأحكام، أو الأخلاق، أو السلوك. فمن حفظها وفهمها، فقد حاز خيرًا كثيرًا، وألمّ بجوانب الدين الأساسية. هذه الصفحة هي دليلك لاستكشاف هذا الكنز النبوي العظيم، وتدبر معانيه، والاستفادة منه في حياتك اليومية.

من هو الإمام النووي؟

هو الإمام الحافظ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (631-676 هـ)، أحد أبرز علماء المسلمين في القرن السابع الهجري. وُلد في “نوى” (من قرى حوران في سوريا)، ونشأ على حب العلم والزهد والورع. رحل إلى دمشق، عاصمة العلم آنذاك، ونهل من علمائها حتى أصبح إمامًا في مختلف الفنون الشرعية، خاصة في الحديث والفقه الشافعي. رغم حياته القصيرة (45 عامًا)، إلا أنه ترك تراثًا علميًا ضخمًا ومباركًا، من أشهر كتبه “رياض الصالحين”، و”شرح صحيح مسلم”، و”المجموع شرح المهذب”، بالإضافة إلى “الأربعين النووية”. عُرف عنه زهده الشديد، وورعه، وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، حتى مع الملوك والأمراء.

أهمية حفظ وفهم الأربعين النووية

تكمن أهمية هذه الأربعين حديثًا في كونها “جوامع الكلم” التي أوتيها النبي صلى الله عليه وسلم. كل حديث منها يفتح آفاقًا واسعة في فهم الدين:

  • حديث النية (“إنما الأعمال بالنيات”): هو قاعدة الإسلام الأولى، وميزان الأعمال الباطنة. يعلمنا أن صلاح العمل وقبوله يعتمد على صلاح النية.
  • حديث جبريل (“الإسلام والإيمان والإحسان”): هو أم السنة، يلخص مراتب الدين الثلاث بأسلوب تعليمي فريد.
  • حديث “الحلال بيّن والحرام بيّن”: يضع قاعدة عظيمة في الورع والابتعاد عن الشبهات حفظًا للدين والعرض.
  • حديث “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”: قاعدة ذهبية في السلوك الاجتماعي، تدعو المسلم للتركيز على ما يفيده في دينه ودنياه.
  • حديث “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”: يجسد روح الأخوة الإيمانية، وهو أساس بناء مجتمع متحاب متكافل.

إن دراسة هذه الأحاديث وفهم شروحها هي بمثابة دورة علمية مكثفة في أساسيات الإسلام. ولتنظيم خطة لدراستها، يمكنك الاستعانة بأدوات التقويم على موقع ummalquracalendar.org.

أسئلة شائعة

لماذا سُميت بـ “الأربعين” وهي في الحقيقة 42 حديثًا؟

جمع الإمام النووي في البداية 40 حديثًا، ثم أضاف إليها حديثين في وقت لاحق لما رأى فيهما من أهمية بالغة، فأصبح المجموع 42 حديثًا. ولكن ظل الاسم “الأربعون” هو الشائع والمتداول تسهيلاً.

ما هو فضل جمع وحفظ 40 حديثًا؟

ورد حديث ضعيف يقول: “من حفظ على أمتي أربعين حديثًا من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء”. رغم ضعف هذا الحديث، إلا أن العلماء استحسنوا العمل به من باب التشجيع على حفظ سنة النبي ﷺ ونشرها، فكثرت المؤلفات في “الأربعينات”.