أذكار بعد الصلاة
خاتمة مباركة لصلاتك، وزيادة في أجرك.
أكملت 0 من 0
أذكار ما بعد الصلاة: غنيمة المؤمن وخاتمة العبادة
تعتبر الصلاة عمود الدين وصلة العبد بربه، ولكن هذه الصلة لا تنقطع بمجرد التسليم من الصلاة. لقد أرشدنا النبي صلى الله عليه وسلم إلى كنز عظيم وجلسة مباركة تلي الصلاة مباشرة، وهي “أذكار ما بعد الصلاة”. هذه اللحظات الثمينة هي بمثابة الخاتمة العطرة للعبادة، تجبر ما قد يكون فيها من نقص، وتزيد من أجرها، وتجعل أثرها ممتدًا في قلب المسلم وحياته.
إن الجلوس لدقائق معدودة بعد الصلاة لترديد هذه الأذكار هو غنيمة باردة، وفرصة لا تعوض لكسب حسنات عظيمة بأعمال يسيرة. هي لحظات من السكينة والطمأنينة، يستودع فيها المسلم صلاته، ويطلب من الله القبول، ويستزيد من فضله، ويحصن نفسه بذكر خالقه. لقد صُممت هذه الأداة لتكون عونًا لك على إحياء هذه السنة المباركة والمحافظة عليها.
الحكمة من مشروعية الأذكار بعد الصلاة
لم تشرع هذه الأذكار عبثًا، بل لحكم عظيمة وفوائد جليلة، منها:
- جبر النقص: مهما حرص المسلم على الخشوع في صلاته، قد يعتريه بعض السهو أو النقص. تأتي هذه الأذكار، وبخاصة الاستغفار، لتجبر هذا النقص وتكمل أجر الصلاة.
- دوام الصلة بالله: تضمن هذه الأذكار عدم الانقطاع المفاجئ عن حالة الخشوع والصلة بالله بمجرد انتهاء الصلاة، بل تجعل الانتقال إلى شؤون الدنيا تدريجيًا ومصحوبًا بذكر الله.
- تحصيل أجور عظيمة: كما سيأتي تفصيله، فإن لكل ذكر من هذه الأذكار أجورًا عظيمة وردت بها الأحاديث الصحيحة، مثل مغفرة الذنوب ودخول الجنة.
- طرد الشيطان: الجلوس في المسجد بعد الصلاة لذكر الله يغيظ الشيطان ويطرده، ويحفظ المسلم من وساوسه.
الأذكار الواردة بعد الصلاة بالترتيب وفضائلها
من السنة أن تقال الأذكار بترتيب معين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم. إليك الدليل خطوة بخطوة:
- الاستغفار: أول ما يبدأ به المصلي هو قول “أَسْتَغْفِرُ اللهَ” ثلاث مرات. وهذا لطلب المغفرة عن أي تقصير حدث في الصلاة.
- “اللّهُـمَّ أَنْـتَ السَّلامُ…”: ثم يقول: “اللّهُـمَّ أَنْـتَ السَّلامُ، وَمِـنْكَ السَّلام، تَبارَكْتَ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرام”. وهذا ثناء على الله باسمه “السلام”.
- “لا إلهَ إلاّ اللّهُ وَحْـدَهُ لا شَـريكَ له…”: ثم يأتي بالتهليل الوارد في السنة، وهو إعلان للتوحيد وشكر لله.
- التسبيحات (سبحان الله، الحمد لله، الله أكبر): وهي من أشهر الأذكار وأعظمها أجرًا. يقول “سُبْحَانَ اللَّهِ” (33 مرة)، “الْحَمْدُ لِلَّهِ” (33 مرة)، “اللَّهُ أَكْبَرُ” (33 مرة)، ثم يختم المئة بقول: “لا إلهَ إلاّ اللّه, وَحْـدَهُ لا شَـريكَ له, لهُ المُلـكُ ولهُ الحَمـد, وهُوَ على كلّ شيءٍ قدير”. الفضل: من قال ذلك دبر كل صلاة غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر.
- قراءة آية الكرسي: “اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ…”. الفضل: من قرأها دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت.
- قراءة المعوذات: سورة (الإخلاص) و(الفلق) و(الناس) مرة واحدة بعد كل صلاة، وثلاث مرات بعد صلاتي الفجر والمغرب. الفضل: هي حماية وكفاية من كل شر.
لمتابعة مواقيت الصلاة بدقة والمحافظة على هذه الأذكار في أوقاتها، يمكنك الاستعانة بالتقويمات على موقع ummalquracalendar.org.
أسئلة شائعة
هل يجب أن ألتزم بالترتيب المذكور؟
الأفضل والأكمل هو اتباع الترتيب الوارد في السنة النبوية، لأنه الترتيب الذي كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن لو قدم المصلي ذكرًا على آخر فلا حرج عليه وصلاته صحيحة وأجره حاصل بإذن الله.
ماذا لو كنت مستعجلاً، ما هي أهم الأذكار التي لا أتركها؟
إذا كان المصلي في عجلة من أمره، فيستحب له على الأقل أن يستغفر ثلاثًا ويقول “اللهم أنت السلام ومنك السلام…”. وإن زاد على ذلك التسبيحات الثلاث والثلاثين وآية الكرسي، فقد حاز خيرًا عظيمًا في وقت يسير.
هل يجوز قول الأذكار وأنا أمشي خارجاً من المسجد؟
السنة هي أن تقال الأذكار في مكان الصلاة بعد السلام مباشرة. والجلوس لها هو الأكمل لتحصيل الأجر والطمأنينة. ولكن إن كان هناك حاجة للخروج، فلا بأس أن يكملها وهو يمشي، والأجر حاصل إن شاء الله، ولكنه يفوت فضل المكث في المصلى.